يَحدُثُ في عَالَمِي، وقريبًا في الواقع: الجزء الأَوَّل.

- لنفتَرِض أَنَّك أَحَدُ التَافِهين مُحِبِّي العَبَث بحيوات الآخرين ومشاعِرهم. صاحب قَدْرٍ لا بأس به مِن الخِصَال السيّئة التي عهِدناها في البَشَر حاليًا.
قَابَلت بعض الغُربَاء في محيط بعيدٍ عن محيطِك المعتاد، وأردت ممارَسَة هوايتك المفضلة السخيفة في إزعاج غَيرك.
ولكِنَّك غفلت عن حقيقة ما، وهي أن بعض الأرواح بارِعَة في لعبة الاختِباء. أي أنَّه مهما ظَهَرَ مِنها مِن طِيبَة وبراءة فهي ليست بَلهَاء تُنطَلِي عليها حِيَلك الساذَجة، وبالتالي لَن تَجِد معها النتَيجَة التي تتوَقَّع مِن سَخَافَاتك، وتُصبِح أنت الأَبلَه لا هُم.
رغم ذلك، لا زالت أمامك الفُرصَة باستِعمال البِطِّيخَة التي تُزَيُّن رأسك، فَتَكشِف ما خبَّأَته مِنك ببعض التركيز.
لاحَظتَ أعيُنًا مُتعَبَة تُخَبِّئ مَشَاهِد مُؤلِمَة. رؤوسًا ذات شَعْرٍ أَشعَث، تَختَبِئ أسفلها عقول أكثر شَعْثًا. أجسامًا ذات حَرَكَة ثَقِيلَة تَأثُّرًا بالهُموم التي طَال حَملُها لَهَا. وابتِسامَات على جمالِها تُظهِر استِعدادها لِعَضّ وافتراس أي مُقتَرِب بِشَرٍ مِنها!
الآن، وبعد أن اكتشَفتَ أنَّك أمام قَنَابِل موقوتَة إن انفجَرت أمامَك تُسَوّى بِك الأرض، أَتُسرِع الخُطَى مبتُعِدًا خوفًا على حياتِك أم يَبقَى غَباء البَشَرِيَّة غالِبًا على أمرِك إلى أن تَلقَى حَتفَك؟
أَتَعلَم، لا تُرهِق نفسك بالتفكير حتى. دَع تِلك الأروَاح تَعَضُّك مِن رَقَبَتِك لتُصبِح مصاص دِماء أو ما شابه، وبِهَذا نَضَع حدًا أبديًا لَك ولأمثالك.
-ولَكِن، أَلَيس كُل هذا افتراضات؟
-في البداية أَرَدتُ التَلَطُّف في قولي فَقُلت أنَّه افتراضٌ لا حقيقة. ولَكن بعد أن أعدتُ التفكير قررتُ أنك لا تستحِق لُطفًا، ولا أَبسَطَ أنواع المعاملة حتى.
وَكَأنَّك لَم تَرَ نَفسَك فيما قُلتُ أيها المعتوه! اغْرُب عن وجهِي قَبل أن أَعَضّك نيابَة عن تلك الأرواح الطيبة التي أَذَيتَ!!!
جَرَى إلى خارج المنزِل خائفًا يتبعه صوت ضحكاتها المجنونة، ووَقَفَت هي عند الباب تُشاهِد سقوطه على السُلَّم مُصَاحَبًا بضحكات أطفال الجيران -.

Comments

Popular Posts